الجمعة، 11 أبريل 2014

ارحمونا مش عارفين نربي ولادنا .. !!

http://almogaz.com/news/opinion/2014/04/11/1420546
اقفل يا ابني التليفزيون ده وقوم اقرالك كلمتين ينفعوك !!
اقلب يا ابني الفيلم ده إنت لسه ما حفظتوش ؟!
قد تكون الجملتان السابقتان الأشهر على لسان الآباء والأمهات من سالف العصر والأوان خوفاً على تحصيل أبنائهم الدراسي أيام ما كان الإنشغال عن المذاكرة ببرامج عالم الحيوان ونادي السينما وأفلام فؤاد المهندس ، ولكن اليوم أصبح هذا الخوف  رُعباً وذعراً على أخلاقياتهم وسلوكياتهم بمشاهدة برامج تليفزيون الواقع والغناء والرقص وأفلام السُبكي ..
 إنهم حقاً يسرقون أبناءنا ..!

 قد أتفهم منع الأزهر لعرض فيلم نوح من قبيل حرمة تجسيد الأنبياء ، واعتقادي أنهم لو سمحوا لفيلم " نوح " بالعرض اليوم ، فلا مانع من عرض فيلم " محمد – عليه الصلاة والسلام " فيما بعد إذا ما تم إنتاجه ، سمعت أن صُنَّاع فيلم المسيح اختاروا بطلاً لم يسبق له تمثيل أي عمل من قبل ، ومحظورٌ عليه التمثيل بعد تجسيده شخصية عيسى عليه السلام ، لو صح هذا فإنهم مشكورون حقاً ، ولكن عندنا لن يلتزم أحد بهذا التقييد ، فلدينا من الممثلين الذين مثلوا العديد من الأدوار الساخنة ثم قاموا بتجسيد شخصيات إسلامية في مقام الخلفاء والصحابة ( عادي جداً ) ..
وكله على اليوتيوب فيما بعد ..!

ازدواجية التدخل في السماح أو الحظر بعملٍ فني تفسر كيف تقتحم علينا أفلام هابطة تُشجِّع على التحرش أكثر من تقديمه كمشكلة مجتمعية ، وتبرز الرذيلة والسلوكيات الشاذة أكثر من معالجتها فنياً ، وتغسل عقول أولادنا بألفاظ نابية ومواقف مبتذلة من خلال مواقف كوميدية سهلة الارتكاز في وجدانهم ، أو من خلال كلمات أغاني رقيعة تزيد فجوة الإنحطاط والإنحلال الأخلاقي ..
واللي ماربهوش أمه وأبوه تربيه غادة عبد الرازق وهيفاء وهبي .. !!

اتذكَّر الأفلام زمان ( بالطبع ليس كلها ولكن لنقل أغلبها ) ، قصة عميقة وحبكة درامية وأسلوب لا يشوبه الإبتذال والصفاقة ( إلَّا ما ندر ) ، كانت وسيلة للنصح والوعظ والتوجيه والتربية والإرشاد ، محفورة في الذاكرة من روعة المعالجة والإخراج ، لمست قلوب الصغار قبل الكبار ، كان مشهد الراقصة في فيلم أبيض وأسود يجعلنا نتعرَّق خجلاً إذا ما شاهدناه أمام الوالدين ، أما الآن فالسينما الهابطة التي يستحيل أن تذهب إليها بقدميك فإنها تأتي إليك غصباً عنك ، تجلس صاغراً أمام شاشة تليفزيون تطاردك وتطارد أولادك إعلانات وقحة لأفلام رخيصة تثير الشهوات وتهيج الغرائز ، وتستخدم الريموت كونترول كسلاح لتفادي الهجوم قافزاً من مشهد حقير على قناة لمشهد أحقر على قناة أخرى ، والأولاد الصغار لم يعودوا صغاراً متفهمين لِمَ كل هذا الهروب ، ثم نسأل عن أسباب تحوُّل أطفال لم يبلغوا السن القانونية لمتحرشين ببنات صغيرة لم يتجاوز سنهن الأربع والخمس والعشر سنوات ، مرتكبين لجرائم الخطف والإغتصاب والقتل ..
ثم ننادي بتعديل قانون الطفل .. !!

لن أستفيض في وصف الحال التي وصلت له السينما ( إلا بعض الأعمال المحترمة ) من تفاهة القصة ودونية المشاهد وسفالة الألفاظ وقبح المحتوى ، وكيف أن أسطورة الفن رسالة لم تعد تطرب لها الآذان ، لأنه لم يعد فناً ولم يعد رسالة إلا لمستقبلين يبحثون عن الإسفاف ، وإن كنت معترضاً فسأذكرك بروعة فيلم ( وبالوالدين إحساناً ) للرائعين فريد شوقي وكريمة مختار وابنهما العاق سمير صبري ، وكيف يبرز الفيلم جزاء عقوق الوالدين ، وإن كنت تبحث عن الكوميديا وكفى دون عظة وعبرة ونكد وغم فالناس يشتهون الضحك ولكن دون أن يدفعوا ثمن البهجة تدنيس آذانهم وأعينهم وعقولهم  ، ابحث في ذاكرتك الحديثة عن فائدة البرامج التي تعرض حياة المشاهير ، ابحث عن اسم لعمل فني حديث يعرض قصة كفاح مواطن أو حياة معاق أو تفوق طالب أو رحلة مهاجر وستعلم إلى أي مدى وصلت رسالة الفن  ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق