الاثنين، 2 فبراير 2015

وأخيراً عادت مصر لما قبل 25 يناير !

http://yanair.net/archives/96815
https://www.facebook.com/notes/hala-moneer-bedair/%D9%88%D8%A3%D8%AE%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%8B-%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D8%AA-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D9%84%D9%85%D8%A7-%D9%82%D8%A8%D9%84-25-%D9%8A%D9%86%D8%A7%D9%8A%D8%B1-/10152801711141696?pnref=story

يتعجب كثيرون لصدمة المتفاجئين بخبر إخلاء سبيل نجلي المخلوع ، وكأن أحداً كان يتوقع الإدانة لواحدٍ من أفراد العصابة، إن أصابنا خبر إخلاء سبيل علاء وجمال مبارك بخيبة أمل جديدة فحقاً لا فرق كبير، فخيبات الأمل متلاحقة وكأنَّ الأملَ لازال موجوداً ليصاب بخيبات !! فكل ما يحدث منذ شهور،  تكشير من السلطة عن أنيابها وعودة لممارسات النظام القديم بحذافيره وربما أكثر توحشاً، ما هو إلا تخطيط ممنهج لمحو أي أثر لما كانت تُدْعى في يوم من الأيام ثورة 25 يناير، وكأن الثورة كانت جريمة يحاول مرتكبها محو كل أثر لها، ولكن لأن الثورة ليست بجريمة يسعى لمحو آثارها من اقترفها، فكل فاسد متسلق حاول إجهاضها في البدايات أو نجح في تشويهها وتشويه شرفائها في النهاية هو من يجاهد لوأدها ونفي وجودها يوماً ما ..
بعد جلسة أحكام البراءة التي طالت مبارك ووزير داخليته ومساعديه سادت حالة من اليأس والبؤس وفقدان الأمل وانعدام الرؤية وحاول العديد معادلة ميزان الإحباط بالجملة الأشهر " اليأس خيانة " ، ولابد أن يظل شعاع من أمل يهدي الناس طريقهم للمستقبل، ولكن كيف ؟!!  وفي أحلك ساعات الظلم ترى المظلوم يكاد يموت في السجن إضراباً عن الطعام ؟! والظالم يضحك وتقف له رُتب الجيش والشرطة لتعظيم السلام، ويُبَرَّأ القاتل ويخلى سبيل لصوص المليارات،  في عز لحظات القهر وانتحار الآمال اصطداماً بواقع ينصر الظالم ويظلم المظلوم أقاوم صوتي وقلمي كي أسكت حتى لا يتهمني أحد بنشر الإحباط، أو أُطالب ببث الأمل بدلاً من الروح الإنهزامية التي أحس أحياناً أنها تملكتني ، ولكن ما هي العبارات التي تعطي الأمل والمُفترض بي أن أقولها كي لا أكون بائسة متشائمة تنظر بمنظار أسود ولا تعتد بالنظر لنصف الكوب الممتليء ؟!! سأشعر وكأني كمن اصطف حول اختراع الجيش لعلاج فيروس سي والإيدز، هم أعطوا الناس أملاً قاتلاً بالشفاء والخلاص من المرض، وأنا سأعطي الناس وهماً زائفاً بالانتصار والعدل والقصاص، وتبقى كل الوعود أماني وضحك على الذقون !!

بعد أن مضت أربع سنواتٍ على الثورة، وفي السنتين الأوليين كنا نعيد ذكراها تحت مسمى الاحتفال، ولكن ونحن ندخل في السنة الخامسة وبعد كل ما حدث من انتهاكات للثورة ورموزها، وبعد كل الدماء التي أريقت سواء من تيارات سياسية أو من أفراد الجيش والشرطة على يد الإرهاب الغاشمة أو من صفوف الشعب، فكيف نحيي ذكراها ؟! وبأي وجٍهٍ نعتبرها الحدث السعيد المفترض أن تظهر فيه علينا ملامح الفرح وعلامات السعادة ودلائل الابتهاج وهي لم تُحقق أو توجد مطلباً واحداً من مطالبها ؟! 
في السنوات السابقة كنا نرفع صور الشهداء ونعدهم ونصبر أهاليهم أن الدماء لن تضيع سُدىً، أن أرواح وحيوات ومستقبل الناس لم تهدر أدراج الرياح وإنما الأمل في الإصلاح قائم، وأن مطالب الثورة وشعارتها ستتحقق يوماً ما، ماذا سنقول لذويهم بعد مرور تلك السنوات وبعد أن زاد اليأس والإحباط ؟! وإن خلعوا السواد عن دنياهم وملابسهم وقتاً ما، فمؤكد أنهم قد ارتدوه من جديد بعدما رأووا قاتلي أولادهم أحراراً طلقاء، بعدما رأووا زملاء أولادهم خلف القضبان، وآخرين مهددين بالسجن في اللحظة التي تسول لهم أنفسهم فيها نداء العيش والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية ؟!!

لقد صرح السيسي منذ أيام أن من يعرف مظلوماً يقبع في السجن فليأتيه باسمه كي يأمر بإخراجه، لا أدري هل تناسى الرئيس أنه ( ياما في الحبس مظاليم ) من نوعية لصوص العيش الأطفال الذين لا ينظر لهم القانون بالعين التي نظرت لعلاء وجمال اللذين استولا على الملايين في مخصصات القصور الرئاسية وأُمر بإخلاء سبيلهم ؟! أم أنَّه لازال غيرَ مقتنعٍ أن من نظامه وحكومته وداخليته من يغرد خارج سربه ويقوم بتلفيق التُهم وإلقاء القبض العشوائي والتعسفي والاعتقال والحبس بالباطل ؟! عموماً لقد أُطلق سراح المجرمين ليسعون في الأرض فساداً من جديد، و " تحمير العين " مستمر لمن يتحدث عن ثورة سابقة، أو يجرؤ ويأتيه هاجس عن ثورة لاحقة، وكل ما كان يحدث قبل 25 يناير 2011 وتسبب في الثورة، يحدث من جديد الآن في 25 يناير 2015 ( والجدع يورينا نفسه ) ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق