استقبل الناس خبر ظهور ريم ماجد على شاشة قناة ON TV في برنامج الصورة الكاملة التي تقدمه الإعلامية ليليان داوود بفرح بالغ، وهو ما أكدته ليليان عندما قالت لريم : ( أن كل من يقابلني يسألني عن موعد رجوعك) ، ريم ماجد الإعلامية التي اختارت أن تبقى في بيتها عندما لم تعد قادرة أن تقول كما كانت تقول من قبل ..
بدأت ريم ماجد حديثها أن أجمل ما مر في الأربع سنوات الماضية هو الثمانية عشر يوماً قبل تنحي مبارك، وبالرغم أنه يبدو أننا لم نخطُ خطوة للأمام أو بالأصح " لفينا ورجعنا " إلا أن الثورة مستمرة بصورة أو بأخرى، فثورة 25 يناير لم تكن حلماً أو أسطورة أو معجزة، وأن لا كائنات نزلت من السماء ، وباسترجاع روح الميدان ووصف ما كان يحدث داخل حدوده من مساواة في الأكل والنوم والعلاج والتعرض للخطر والإحساس بالمسئولية والالتزام وأهمية الفرد للآخرين وقوة الآخرين للفرد، إنما هو عينة مما يجب أن تكون عليه الدولة التي نحلم بها والقائمة على القانون الذي يلتزم به الجميع ..
وفي حديثها عن الإعلام الذي وصفته بسلاح الدمار الشامل قالت أن مهمته ليست توجيه الرأي العام، وإنما نقل أكبر قدر من المعلومات عن الحقيقة في إطار مهني وأخلاقي .. وتقديم حقائق مطلقة وليس تقديم إجابات نموذجية بل توعية الناس بالسؤال الصحيح : ( من المسؤول عن حال البلد ) ؟! وقالت أنه لم يتم عمل اجتماع للتحرير لوضع سياسة نقل الصورة والخبر أيام الثورة، فقد قاموا بعملهم بمنتهى التلقائية، وأحسوا بعبء المسئولية وتحملوها، وبالنسبة لها شخصياً فقد كانت بين صراع أن تُغلِّب انحيازها المهني المفترض أن تلتزم فيه بالحيادية، وبين انحيازها الشخصي للثورة بأن تكون في الميدان وسط المتظاهرين، وشابها خوفٌ من تحمل ذنب الناس إذا ما كانت المشاركة غير صحيحة في ذلك الوقت ..
وبسؤال ريم عن الفرق بين الحياد والموضوعية في نقل الخبر، قالت : ( أن المذيع لابد وأن يقل رأيه على أنه مجرد رأي، ولا يفرضه كحقيقة مطلقة وما عداه كذب، ومنطقيٌ جداً أن يتساءل المذيع الذي رأى أصحابه يسقطون بالرصاص رأي العين عن المجرم الذي قتلهم بعد براءة مبارك، كما له الحق أيضاً أن يسأل عن كثير من جناة بعد مبارك كانوا سبباً في سقوط مزيد من الشهداء ولم تتم محاسبتهم حتى الآن )، وأجابت ريم ماجد عن كيفية تقييم الخطأ المهني الذي قد يكون وقع فيه زميلها أحمد خير الدين عندما قام بإبداء رأيه الخاص في أحكام البراءة التي طالت مبارك ووزير داخليته وأعوانه، قالت : ( بالرغم أنه قد يظهر في تعليقه انحيازاً شخصياً، إلَّا أنه أجادا إنسانياً وأخلاقياً ) وذلك لأنه قد يكون في برنامج تالي يعرضه زميل آخر ويقوم بالتعبير بانحيازاته الخاصة وفرحته بالبراءة وأن الحكم هو العدل والعدالة من وجهة نظره ..
حذَّرت ريم أننا قد نكون في طريقنا لأسوأ إذا لم نضع أرجلنا على الطريق الصحيح وتداركنا أخطاءنا، وأكَّدت أنه طالما بقي الناس يحلمون بتحقيق أحلامهم فالثورة مستمرة، وأن عمر الثورات لا يُقاس بين ليلة وضحاها، وأن مصر حين حاربت الإرهاب لابد وأن ينتبه محاربوه أنهم يخلقون إرهابيين لاإرادياً، فعندما يعيش جيل في السجون ويقتل في الجامعات ورحلاته بين المشرحة والمقبرة ولا عدل ولا احتمال لتحقيق العدل فإن ذلك يعزِّز الإرهاب ويخلق إرهابيين جدد ..
شارك ريم ماجد الحلقة أحمد خير الدين وعايدة سعودي اللذان وافقاها الرأي في أنهما لن يستطيعا الحديث في ذلك يومياً، وأنه لا يجب أن يكون أقصى أمانيهم عرض وقائع، بينما آخرون يُسحلون ويُسجنون ويُضربون عن الطعام ويتعرضون للموت، كما اتفقا معها أن دورهما كإعلاميين أن يبلغا الناس بكل تفاصيل الحدث، بالرغم من أي تضييق، وأن جودة الإعلام تأتي من جودة التغطية واتباع ميثاق شرف يلتزم بنقل الحدث والصورة كحقيقة وتوعية الناس دون تضليل وتوجيه ..
عبَّرت ريم أن الحلقة استثنائية كونها سمحت أن يعبر كل منهم بالأسلوب والآراء التي سيُقيَّدون من عرضها فيما بعد، أو ستكون عصيَّة أن يتناولوها يومياً في برامجهم الخاصة بقولها : ( أحمد لن يستطيع أن يقول ذلك كل يوم، وعايدة ستتحرج من سؤال المتابعين لها عن القضاء المصري ، وأنا قاعدة في البيت باربِّي كلب ) !!
غرغرت عيني ريم ماجد بالدموع حينما تحدَّثت بحرقة أن زملاء لها حُكِم عليهم غيابياً بخمسة عشر عاماً في مظاهرة شاركت فيها معهم، ولا هي محكومٌ عليها وفي السجن معهم ، ولا هم ينعمون بالحرية خارج أسوار السجن مثلها، وأنها في بدايات الثورة كان لديها الكثير من القصص الجميلة التي تمنَّت إذا ما رزقت بأطفال أن تحكيها لهم، ولكن ما حدث خلال الأربع سنوات من قصص مؤلمة جعلها تشعر بالحزن أنه لا شيء جميل ممكن أن ننقله لأطفالنا ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق