الخميس، 26 فبراير 2015

سور فيسبوك وتويتر العظيم

http://e3lam.org/2015/02/20/19159
https://www.facebook.com/notes/hala-moneer-bedair/%D8%B3%D9%88%D8%B1-%D9%81%D9%8A%D8%B3%D8%A8%D9%88%D9%83-%D9%88%D8%AA%D9%88%D9%8A%D8%AA%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B8%D9%8A%D9%85/10152815572466696?pnref=lhc
لا يخفى على الجميع كم كان لمواقع التواصل الاجتماعي عظيم الأثر في سرعة التجاوب والتواصل وإيصال مشاكل المواطنين وأصوات المتضررين للمسؤولين، وكم كان لها الفضل في سرعة الكشف عن عمليات الخطف وجرائم الأطباء على سبيل المثال، ولا ننسى دوره في الحشد الثوري والحشد الانتخابي، وبالرغم من ذلك لقد تعالت نغمة المطالبة بإغلاق مواقع التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة بشكلٍ مُلفت، فلقد قام الإعلامي أحمد المسلماني بالمطالبة بأخذ تجربة الصين من حيث إغلاق مواقع التواصل الاجتماعي ولو لمدة عام وعندها سنتمكن من القضاء على الإرهاب، وشاركه في هذا الطلب بعض الأحزاب في لقائها مع الرئيس السيسي ومنها حزب شباب مصر ..



إنَّ أغلب الدول التي قامت بحجب مواقع إلكترونية لم تكن بهدف جعل الإنترنت عالم صالح بعيد عن التضليل، وإنما بسبب نشر فيديوهات مسيئة فضحت عدداً من القادة العسكريين أو المسؤولين السياسيين، كوريا الشمالية مثالاً لذلك، أمَّا الصين فجاءت حملتها بالأساس بعد مصادمات عنيفة بين الشرطة ومسلمي مدينة في شمال غرب الصين، ولكن حملتها الأكبر والأعم في غلق مواقع التواصل الاجتماعي كانت من أجل إغلاق المواقع الإباحية والتي تحرض على الدعارة، فقد قامت بإغلاق 1.8 مليون صفحة إباحية على مواقع التواصل، والمواقع التي تستخدم هويات مزورة عند تسجيل الدخول لتهديدها للاستقرار المجتمعي، ولكنها وفرت بالمقابل مواقع وتطبيقات بديلة داخل الصين، إذاً بما أنك تريد المشي على خطى الصين في غلق مواقع التواصل الاجتماعي، هل وفَّرت قَبْلاً مواقع بديلة ومنافسة لفيسبوك وتويتر، وماذا لو أصبح موقع جوجل وويكيبيديا ويوتيوب مثلاً مواقع تحرض على العنف أو تهدد الحياة السياسية هل لديك القدرة على توفير مواقع بديلة بنفس القوة توفر كمَّاً هائلاً وضخماً وموثوقاً من البيانات والمعلومات ؟!


لقد أعلنت الحكومة منذ أشهر عن مشروع يقوم بمراقبة الإنترنت ورصد العناصر التي تحث وتحرض على التخريب والتفجير، ولقد تم إغلاق 500صفحة تحرض على العنف منذ سقوط الإخوان وضبط 400 من القائمين عليها، إذاً هنا أصبح الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وسيلة مساعدة لرصد المحرضين وسهولة الوصول إليهم والقبض عليهم، فَلِمَ تريد فقد مصدراً لتتبع المجرمين ووسيلة سهلة لجمع الأدلة عن الخلايا الإرهابية من خلال مقارنة فيديوهات جرائمهم وبث صور المطلوبين من مجرمييهم ؟! 

لقد نشرت العربية خبراً بتاريخ 1 فبراير 2015 يفيد بأن الجيش البريطاني أسٍَّس كتيبة تقاتل على صفحات الإنترنت وتتكون الكتيبة 77 من 1500 عنصر يتمتعون بكفاءات عالية في مجال مواقع التواصل الاجتماعي، وسيبدأ عملها في أبريل القادم سيتابع عناصرها الأخبار المتداولة عن طريق المواقع والهواتف الذكية ويحاولون التحكم بما يتعلق منه بالجيش البريطاني .. 

إِنْ اتخذ الإرهاب والتطرف صفحات الإنترنت ساحةً افتراضية لشن هجماته، وقامت جماعات جهادية باستخدامه لإيصال التهديدات لخصومها، وبث تسجيلات لعملياتها، فالأولى بك بدلاً من القيام بخَلْق لجانٍ إلكترونية لبث آراء سياسية معينة والتأثير في الرأي العام أن تخلق جيشاً إلكترونيَّاً يشن حرباً نفسية لمحاربة الإرهاب بنفس أدواته وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وألَّا تتخذ من المنع والحظر سبيلاً، فهؤلاء الإرهابيون على الإنترنت يعملون في الضوء وتحت المجهر وتهديداتهم منشورة والأدلة مثبتة ومتوفرة والتتبع أسهل ..


وبالرغم من قيام الصين بعمل جدار ناري أشبه بسور الصين العظيم لمراقبة الإنترنت وحجب المواقع إلَّا أنَّ المواطنين قاموا بخرق ذلك الجدار بمواقع تكسر الحظر، إذاً المنع عندك مؤكد أنه لن يؤتي ثماره فابحث عن وسيلة أخرى للقضاء على الإرهاب، خُذ عندك مثال شبكات المحمول التي لم تتمكن حتى الآن من حصر جميع أرقامها تحت هويات حقيقية ومعلومات وبيانات مالكيها الحاليين، فنجد الإرهابيين يستخدمون شرائح التليفون المحمول لتفجير القنابل، وفي آخر حادثة لتفجير قسم المنتزه بالإسكندرية فقامت كاميرا المراقبة بتسجيل الإرهابي واضع القنبلة بجانب السور ولم ينتفض لحظتها القائم على المراقبة للإبلاغ والقبض عليه، إذاً التعويل ليس على أدوات المراقبة أو قرار الحظر وإنما بكفاءة ومهارة الأفراد ..


إن كنت تريد الإنترنت مكاناً خالياً من التهديدات والشائعات التي تهدد أمن الوطن فلتسأل نفسك هل قامت المؤسسات المنوط بها توفير الأمن بدورها على الوجه الأكمل أولاً ، وهل تقوم المؤسسات المنوط بها توفير المعلومة مجردة من أي لبس أو تشويه أو بلبلة بواجبها أيضاً على الأداء الأفضل ؟!! ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق