الجمعة، 21 أكتوبر 2011

القذافي بين بلح الشام وعنب اليمن

http://www.almasryalyoum.com/node/507401



توقع الكثيرون أن تكون نهاية القذافي إما بقتله على أيدِ الثوار أو أن يقوم بالانتحار ..
ولكن لم يكن لأحد أن يتصور أن تأتي النهاية بهذه الطريقة وعلى هذه الهيئة .. يخرج من فتحة صرف صحي مطارد مسحول مدجج بالدماء يتدافع عليه الناس ليروا مشهده المهين وتتناقل شاشات العالم المنظر المخزي لرجل عاش عمره مُلفتاً للأنظار بملبسه الغير مألوف وبأسلوبه الخارج عن نطاق العادة وبنطاق تفكيره الذي عجب له أطباء النفس .. ولم يكن يخفى على أحد أنه لم يلتزم بأدنى بروتوكولات سواء في إلقاء الخطب أو ردود الأفعال الجسدية إلى أن جاء اليوم المحتوم وكان موته أيضاً على طريقة تليق بكل هذا التاريخ الغير متناسق ..

وإن كنت تفاعلت للحظات مع المنظر وأسفت له ولكن سرعان ما أفقت على مشاهد الشهداء بأشلائهم تحت القصف الغاشم لكتائبه ومرتزقته وتَوَعًد ابنه سيف الإسلام في بداية الثورة للثوار بأنهم لم يروا القوة بعد ..

عفواً أيها القذافي .. نَعَتَّ الثوار بالجرذان هل استخدمت هذا التعبير إيحاءاً من البيئة التي كانت تحيط بك في أنبوب الصرف الصحي أم أنك لم تكن انتقلت إليها بعد ؟! .. توعدت الثوار أن تطاردهم ( بيت بيت  وزنجا زنجا ) حتى طاردوك هم من أنبوب لأنبوب .. للأسف غباؤك القذافي النادر النوع لم يمهلك فرصة للتفكير بالتنازل عن عرش اعتليته لأكثر من أربعين عاماً .. لم تكتف بلقب " ملك ملوك أفريقيا " ولكنك حصدت لقب " ملك ملوك الطغاة " فجاءت الخاتمة مروعة .. والآن ستُدفن في موقع غير معلوم ربما ليحافظوا على جثتك من أن لا ينبشها أحد انتقاماً لعزيز كنت سبباً في فقدانه أو ربما كي لا يُتخذ من قبرك مزاراً خصيصاً ممن أغويتهم من شعبك أن الانتصار قادم لا محالة .. فظنوا أن ما تفعله هو عين الصواب ..

شكراً للثوار الذين قضوا شهوراً طويلة في حر الصحراء القاتل وبردها القارص لتكون نهاية هذا الذي بغى في الأرض وعاث فيها فساداً .. وفخراً للشهداء الذي بدمائهم كان هذا النصر المبين .. ثورتكم لم تكتمل وحدوا البلاد واجمعوا العباد وابنوا وطنكم من جديد فخيره لن يكون إلا لأبنائه بعد الآن ..

والآن هل من المشهد المروع لقتلك أيها القذافي من عظة وعبرة لكل من بشار الأسد وعلي عبد الله صالح .. ستكون نهايتهم كذلك أيضاً .. نسيتم أنكم بشر لكم إله منتقم جبار .. لم تعتبروا لفضيحة زين العابدين الهارب ولم تتعظوا لحبس مبارك وصورته خلف القضبان على مرأى ومسمع من العالم أجمع فهل ستعيدون التفكير بمقتل القذافي .. غباؤكم لم يهيأ لكم شرف التنحي مبكراً فلطختم أيديكم ووجوهكم بدماء شعوبكم نسيتم أن دعوة مظلوم واحد كفيلة للقصاص منكم ما حييتم ..

وإن كان القذافي خاض هذه الثورة وحيداً دون أن يذق من عنب اليمن كما تعاطفت السعودية مع علي صالح واستضافته للعلاج ، ولم يذق أيضاً من بلح الشام كما عارضت الصين وروسيا في مجلس الأمن اتخاذ قرار يدين سوريا .. فإن للأوطان رجال ثوار يكفي جداً أن يتحدوا لقطع رأس الأفعى كما حدث في تونس ومصر ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق