الاثنين، 10 أكتوبر 2011

ومن الغباء ما قتل !!

http://www.almasryalyoum.com/node/503834
أستطيع أن أقول :


 لو كان الغباء رجلاً لقتلته .. ولكن ما حيلتي فأنا مجرد مشاهدة تتسمر أمام التليفزيون لتتابع الأحداث الأليمة متنقلة بلهفة بين القنوات الإخبارية وقلبي يخفق حزناً وعيوني تبكي دماً لأجمع أكبر قدر من المعلومات الموثوق فيها حول ما يحدث على تراب وطني العزيز وأعتصر عقلي من التفكير لأني لم أصدق الصورة مع الخبر المنشور معها وهو مقتل جنود من الجيش على أيدي أقباط مسلحين !! ..
 لم يصدق عقلي ما رأيته وسمعته لأن الصورة لا تتوافق ولا تتناسب مع المشهد ومع المنطق .. فالأقباط طيلة عمرهم كانت مطالبهم سلمية واعتصاماتهم سلمية ولم يلقوا بحجر واحد على الشرطة فكيف بالجيش ؟! .. وفي نفس الوقت فهذا جيش البلاد الذي أكد أنه لن يوجه سلاحه في وجه أي مواطن بالرغم من مشاهدتي بأم عيني لمشاهد الدهس والقتل التي يندى لها جبين مصر  .. فما هذا ؟!  ولسوء حظ مصر هذه المرة ولسوء حظ أي متابع للشاشات أن مصدر هذا  الخبر هذه المرة كان التليفزيون المصري .. عفواً .. التليفزيون المنسوب لمصر !!  

إعلامنا الفاسد إعلامنا الأشبه بالسيرك .. ( سيرك ماسبيرو ) .. الذي عامل المواطنين كالحيوانات يملي عليهم أخبار تنافي العقل والحقيقة ومخالفة للواقع .. عاملهم كأنهم فاقدي العقول ، فاقدي البصيرة ، فاقدي الوطنية .. ظن بغبائه المعتاد الذي ليس له مثيل في محطات الإذاعات في العالم أجمع بأنه مجرد أن يشيع خبر مقتل جنود الجيش على أيدي الأقباط المسلحين فإن المسلمين المنساقين سيستلون السيوف من أغمادها على ظهور الخيل والإبل لخوض معاركهم مع النصارى وحيَّا على الجهاد ومقاطع من مسلسلات إسلامية رمضانية وواإسلاماه وهكذا حتى تنتهي بحرب أهلية في مصر التي كان يتزوج مسلموها بمسيحياتها من دون أي مشاكل في الكنيسة ومن دون ضغط أن تدخل الزوجة المسيحية في الإسلام ..

وبعد هذه السذاجات والسخافات يعترف التليفزيون بخطأ الخبر لتوتر المذيع وأيضاً لا نغفل توتر القائم عل كتابة الخبر على شريط الأخبار أسفل الشاشة ولا ننسى توتر المصور والمخرج وتوتر حارس مبنى ماسبيرو .. كفى سخافات .. تلاعبتم ليس بمشاعرنا وعقولنا فقط بل بأمننا واستقرارنا في أيام الثورة من بث أكاذيب حقيرة عن وجود أجندات أجنبية وتخوين الثوار ووجود جواسيس في الميدان .. أكاذيب عن الكنتاكي والصرخات النسائية الملفقة لسيدات يبكين من هجوم البلطجية عليهم في البيوت لترهبوا الناس وتشيعوا الفوضى والرعب في نفوس المواطنين ..

وفي نفس وقت ممارسة التضييق المبتذل والهمجي والعشوائي على القنوات والصحف لأنها تعرض الحقائق مجردة من الأكاذيب ومن التضليل وبدلاً من أن تطوروا وتحسنوا مهنيتكم الوضيعة نجد إعلامكم الحقير يورط البلد في فتنة طائفية .. إعلامكم الذي دنا لحد العمالة .. العمالة للنظام القديم .. نظام القهر والطغيان والتكبر .. فإذا كنا قد حاكمنا أنس الفقي اليوم فلابد أن نحاكم المسئول عن هذه المهزلة التي تبرز شق الأمة المسيحي بأنه همجي بلطجي يتعرض لجيش وطنه .. وهذا فعلاً لمواراة ما فعله جيشنا الباسل بمتظاهرينا العُزَّل بعد ما كنا نتحدث عنه بكل عزة ورفعة .. ها هو الآن المجلس العسكري يكشف عن وجهه الآخر .. لم يكن يوماً بجانب الثوار والثورة كما كان يتشدق : ( لقد حمينا الثورة .. لقد وقفنا إلى جانب الشعب ) .. فبشهادة المشير طنطاوي أنه لم يتلق أي أوامر بضرب المتظاهرين !! فمن أي خطر حمانا إذاً ؟! .. لم يتدخل حينما ظل البلطجية يضربون الثوار بالحجارة والملوتوف اثني عشر ساعة متواصلة ووقف موقف المتفرج ، إذاً آثر موقف الحياد ! على ماذا نشكره إذاً ؟! ولماذا نستهل حديثنا بالتمجيد فيه لوقوفه بجانب الثورة ؟؟ .. المجلس العسكري القائم الآن هو من أساء للثورة وهو الذي يسرق الثورة بالتعاون مع الحكومة القائمة الآن بقيادة عصام شرف الذي تعالت وكثرت النداءات لأشهر ليقدم استقالته ويرجع للميدان في صفوف الثوار ولكنه لا يبالي أو لا يسمع .. أقدم احترامي الآن للفريق أحمد شفيق الذي نأى بنفسه عن هذا التخاذل والهوان .. هذه الحكومة العقيمة التي لا تأتي إلا بالمزيد من الاعتصامات والاحتجاجات ولا تأتي إلا بوزراء معاقين أولهم وزير إعلام يخرج من جهازه خبر مصيري كاذب وتحريض على فتنة طائفية دون أن نسمع بنية محاسبة المسئول عن إشاعة الكذب وتهييج الناس ضد الأقباط ..


كما قدمنا وزير الداخلية حبيب العادلي ومساعديه والضباط المتورطين في قتل ودهس وإصابة متظاهري ثورة 25 يناير ، أطالب بتقديم كل من تورط أو حرض لهذه المذبحة سواء كان من الداخلية أو من الشرطة العسكرية ولابد أن يكون هناك من مسئول واحد على الأقل .. لابد من مطاردة المتسببين في أي خطيئة أو مأساة أو تقصير في حق الأقباط ، فلن يحس هؤلاء بحقهم وأمانهم في وطنهم إلا بالقصاص ممن هو السبب .. أنقذوا مصر .. أنقذوا أقباط مصر المسلمين والمسيحيين ..

 وعفواً فقد حَرَّفْت المقولة : ( ومن الحب ما قتل ) فأعتذر للدب الذي قتل صاحبه بدافع الحب وليس بدافع الغباء وفي النهاية فهو حيوان .. فما حجة الإنسان ؟!..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق