الخميس، 1 مارس 2012

اللي اختشوا ماتوا..!!

http://www.almogaz.com/opinion/news/2012/03/2/206473
شهدنا بالأمس نهاية مسلسل مثَّلَهُ وباحتراف كل من عقد النية والعزم على تشويه الثورة والثوار ونشطاء المجتمع المدني بدايةً من تعرية الفتيات بأنهن لا ينزلن الميادين للتظاهر ومروراً باتهام الثوار بالبلطجة وتعاطي الترامادول ونهايةً بملف قضية التمويل الأجنبي لمنظمات المجتمع المدني التي سافر المتهمون فيها لأوطانهم دون أن نعلم حكماً بالبراءة أو بالإدانة !! ..


بدأت القصة بالممارسات السخيفة من مداهمات واقتحامات لعدد من المنظمات الأهلية التي تدعم العمل الديموقراطي وحقوق الإنسان في مصر سواء كانت أجنبية أو مصرية ، ومنها على سبيل المثال وما أخذ الدور الأكبر في الأحداث ( المعهد الجمهوري الدولي ) والذي كان يعمل ولمدة خمس سنوات منذ عهد مبارك ولكن دون ترخيص بالرغم من تقديم الأوراق والانتظار إلى الآن للحصول على ذلك الترخيص ! .. السخيف أننا لا نبدأ أن نتذكر أنها مخالفة للقانون إلا بعد خمس سنوات وبعد أن ملأ المجلس العسكري والإعلام المصري الرسمي وبعض من القنوات الخاصة ( الجناح الأيمن له ) بتكثيف الإدعاءات بوجود الأطراف الخارجية والأصابع الخفية واللهو الخفي الذين يعملون ضد صالح الوطن ويسعون للوقيعة بين الجيش والشعب وما هي الاتهامات ؟ تدريب الأحزاب السياسية ، وما هي الأدلة ؟ خرائط تقسيم مصر التي تواجدت في مكاتبهم أيام تقسيم خريطة مصر حسب مراحل الانتخابات !! كل ذلك كان تحت مرأى ومسمع من الوزيرة فايزة أبو النجا التي لم تتذكرهم سوى من شهرين فقط حيث بدأت حملات التفتيش في نهاية ديسمبر وحظر السفر في نهاية يناير على عدد من الأجانب ( عدد كبير منهم أمريكان ) مع العلم أن المعهد السابق ذكره له تواجده في دول عديدة من العالم منها الأردن فيمارس عمله في النور لمساندة المرشحين والمرشحات لانتخابات  البلدية هناك .. جدير بالذكر ما كان يُفعل بمكتب الجزيرة من مداهمات أيضاً ومنع من البث بحجة عدم وجود ترخيص أيضاً وما يمارس هذه الأيام ضد الإعلاميين الشرفاء من حملات التشويه تعزيزاً لفكرة الأجندة الخارجية برعاية أمريكا وقطر على أيدي عملائهم من الإعلاميين الخونة .. الأجندة الأمريكية التي يحملها المجلس العسكري على كتفه كقبول المعونة الأمريكية السنوية للجيش والبعثات الذي يرسلها الجيش  لأمريكا للتدريب هناك والمناورات التي تحدث بين الجيشين ، لكن عندما تتبنى منظمة عمل مدني حقاً من حقوق الإنسان وتدافع عنه أو تقوم بتدريب المرشحين في الانتخابات على كيفية التواصل مع الجمهور وتحسين أسلوب الحملات الانتخابية يكونون من الجواسيس أو من العملاء الخونة ويحرضهم البرادعي وكل ذلك الكلام الخائب الذي يشحن العقول ضد المناضلين لإنجاح هذه الثورة قليلة الحظ ..

فتكشر أمريكا عن أنيابها وتعقد مابين حاجبيها لتهدد بقطع المعونة الأمريكية فيندفع ذوي القلوب الضعيفة والمشاعر المرهفة والسيارات الفارهة يملئون الدنيا بأيمانات المسلمين بالتجهيز للمعونة المصرية بقيادة شيخ الأزهر ليتسولوا علينا من جميع فئات الشعب متناسين أموالنا المهربة والمنهوبة ..

ثم تسمع خطابات جمال عبد الناصر من العزة والإباء وكرامة مصر وعدم الركوع وعدم مهانة الكرامة المصرية إلى أن يصل بنا الحال لرفع حظر السفر من على المتهمين في قضية التمويل التي كان من المفترض الحكم فيها فيها في أبريل وبضغوط فاضحة الوجه للسيادة المصرية وهكذا ينتهي بنا الحال .. فلا ينوب المصريين سوى أن الرأس التي رُفِعت بثورة 25 يناير لازالت تتلقى الضربات ( علشان تتاطي وتتاطي أكتر وأكتر ) ونُفْضح أمام العالم منذ بداية التعرض بهذا الشكل الغريب لهذه المنظمات المدنية بحجة عدم الترخيص لها بالعمل حتى انتهاء الموضوع بهذه الطريقة المهينة والتي حتى لم يصحبها أي توضيح ما إذا كان الأجانب الذين سافروا بلادهم أبرياء من التهم التي وجهت لهم أم مذنبون ، وما مصير المتهمين المصريين أيضاً في هذه القضية ؟!! .. ليتركوا المواطن الذي كره نفسه وكره شيء اسمه ثورة لتُخلط عليه الأمور وتزيد تعقيداً مع ما يعيشه من كرب الحياة حتى إذا ما طلع عليه عكاشة يقول له أنت العميل فيصدقه !!

يراودني الآن صور ضباط 8 أبريل ضباط الجيش الذين ساندوا الثورة والمحبوسين ثمناً لجرأتهم في مساندتها ، ضباط الجيش الذين يَدَّعي مجلسهم العسكري  أنه حمى الثورة ، لأسأل الآن : هل من الممكن أن يُعاملوا كالمواطن الأمريكي فتقوم الدنيا ولا تقعد حتى يرجع لأرض وطنه ، هل من الممكن أن يتم العفو عنهم لأنهم ينتمون لجيش مصر العظيم الذي حمى الثورة ويرجعون إلى أسرهم المبعدين عنهم وهم على تراب نفس الوطن ، أم أن هذا قد يبدو مستحيلاً خاصة بوصول جثة المصري الذي قتلته القوات الإسرائيلية على الحدود في ظل صمت مصري تام مثل كل مرة ليستمر هدر دماء وكرامة المصريين في الداخل والخارج على أيدي أعدائهم كما تسمونهم وعلى أيديكم حماة الثورة ؟! ..

مطلوب ( حصوة ملح ) يضعها في عينه كل من هلل ومجَّد وصفَّق لكل من تحدَّث ضد الثورة والثوار أو ناصر متحدثاً ضدهم بدعاوى التخريب والتقسيم  وعدم المساس بأمن مصر وسيادة مصر فبعد أن رأينا القائمين على حكم مصر يقومون ب ( عجين الفلاحة ) ليرضون ماما أمريكا على رأي النائب الوطني مصطفى بكري ، أقول الآن : صحيح اللي اختشوا ماتوا ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق