الثلاثاء، 17 يناير 2012

عكاشيات في ظل السادات !!

http://www.almogaz.com/opinion/news/2012/01/17/155277
http://www.facebook.com/AlmogazNews/posts/152651458180901?cmntid=152665314846182&ref=notif&notif_t=comment_mention
أتوجه بسؤالي للسيدة / جيهان السادات : كيف تتركين صورة البطل الرئيس الراحل محمد أنور السادات كخلفية لأقوال وأعمال توفيق عكاشة المشينة يخدع بها الشعب البسيط .. فلقد شاهدت بالأمس إعلاناً على قناة الفراعين يناشد فيه عكاشة الأهالي بالذهاب للتصويت له وقد كان الإعلان بصيغة وبأسلوب يؤكد أنه هو من كتبه وأعدَّه للقراءة .. ولكن ما غاظني أن الخلفية الموسيقية كانت وكأنها مناشدة الشعب للانضمام لمحاربة العدو الإسرائيلي على الجبهة بقيادة البطل الشاب الصامد المحارب المقاتل توفيق عكاشة.. ليس معنى أن توفيق عكاشة من أحد مؤسسي حزب مصر القومي أن يسمح لنفسه استخدام صورة الراحل محمد أنور السادات كرمز وخلفية لدعايته في الانتخابات ، بعد وفاة  مؤسس الحزب ورئيسه الراحل السيد طلعت السادات ..

ولكن أريد أن أعرف سر استمرار إذاعة برنامجه على الفراعين ومن يقف وراء هذه القناة .. فعندما شاهدته يتصدر الشاشة من جديد تراءى لذهني مشاهد اقتحام مقر قناة الجزيرة الذي تكسرت أبوابه وعُبِثَ في محتوياته ومشهد الفتاة التي حاولت فهم ما يحدث من ( فِتِوات الشرطة ) و رغبتها في رؤية تصريح بالدخول للمكان أو بالغلق  ولكن دون فائدة  .. وأيضاً رجع إلى ذاكرتي مشهد مذيع قناة الحرة الذي هاجم قناته عدد من أفراد الجيش أثناء البث المباشر لأحداث ماسبيرو .. وخبر استدعاء ريم ماجد للنيابة العسكرية لأنها فقط تحدثت عن المجلس العسكري بطريقة لم تكن على رضاه .. والعين الحمراء التي منعت دينا عبد الرحمن عندما ناقشت وإصبع الرفض الذي لَوَّح ليسري فودة عندما حاول استضافة الأسواني وإبراهيم عيسى للتحليل بعد مؤتمر صحفي للمجلس العسكري .. ما العامل المشترك إذاً في كل هذه الأحداث ؟! أعتقد أن هذه القناة هي منبر لمن يتزعمون الثورة المضادة ومن يُسَمُون الأيدي الخفية والأطراف الخارجية وأصبحنا الآن نعلمهم علم اليقين ..

 كيف يُعقل أن يكون هناك قرار من محكمة بالحظر و يضرب عكاشة بحكم القانون عرض الحائط ليُطِل علينا بما يفعله من تلوث سمعي وبصري وفكري كل ليلة .. والغريب أنه يتم استدعاء النشطاء والشيوخ والأساتذة الذين يدعمون الثورة لمجرد بلاغ كيدي بتهم واهنة ملفقة ضدهم أما كل من يتفوه بأكاذيب وتخاريف تشوه كل شريف نترك له فضاء الإعلام ليسمم أفكارنا ويشوه صورة الثورة والثوار في عيوننا ..

 الرجل يتعمد الحديث بلغة عامية بسيطة ..لغة الفلاحين والصعايدة وأولاد البلد .. ليصبح قريباً جداً لقلوبهم وعقولهم ( أنا فلاح زيكم ) ( إخواتي الفلاحين والصعايدة ) عبارات استهلالية يبدأ بها كل ما يريد شحنه في العقول .. عقول شريحة واسعة في المجتمع والتي تصدق كل ما يقال لهم .. فلن نتوقع أن يستمتع فلاحٌ أو عاملٌ أو شخصٌ أُميّ أو حتى المتعلم غير المطلع بالأحداث بعد عودته من عمله  بمشاهدة البرامج المليئة بالتعقيدات السياسية والمصطلحات التي تعصى على فهم المثقفين أحياناً ، وللأسف كل القنوات ليس فيها من مذيع أو من ضيف في برنامج ليتحدث بطريقة مبسطة ترقى لفهم رجل الشارع العادي فتعادل ما يفعله عكاشة كل يوم من تفاعلات كيميائية في عقول البشر ..

أقترح ضم اسم السيد عكاشة في موسوعة ويكيبيديا بحيث إذا  ما تم البحث باسمه فيها تكون النتيجة صفحة مليئة بالمعلومات عن اكتشاف نوع جديد من المخلوقات ربما تكون من المخلوقات الفضائية التي طالما تناولتها السينما العالمية بأن هناك حياة ما على أحد الكواكب الأخرى ..

إذا ما سمعنا كلمة عكاشة هذه الأيام تجد ردود أفعال ترقى إلى الضحك الهستيري أو الغضب أو الاشمئزاز أو حتى علامات التعجب والاستفهام .. رجل يجعل المُشاهد يتابعه رغماً عن أنفه ليرى ما يمكن أن يتوصل إليه العلم الحديث من محاولات لعلاج مرضى الاكتئاب لمن يراه مضحكاً ومروحاً عن النفس إلى حد الشفاء ومما يدعو إلى العجب أنه في نفس الوقت قادر على أن يرفع ضغط المشاهدين ويصيبهم بنوبات قلبية وهياج عصبي لمن يراه مستفزاً .. ولكن في العموم هو حالة فريدة النوع نادرة الحدوث خصوصاً بعدما انتقل القذافي إلى رحمة الله إلا أن عكاشة يتفوق عليه لأننا لم نكن نفهم سوى الكلمة الأخيرة من جمل القذافي أما عكاشة فيظل يعيد المعلومة مراراً وتكراراً بكافة الطرق المتاحة لترتيب جملة اسمية أو فعلية ..

كلمة عكاشة ليست حصراً على توفيق عكاشة فقد أصبحت رمزاً لكل ما هو خارج عن نطاق العادة فمثلاً : إذا ما حاول أحد الفلاسفة من مذيعي القنوات الرياضية والدينية دون داعي وعن جهل تقديم فكره شاذ الطراز فأكيد سيكون عكاشي الشكل والجوهر، أو إذا ظل يتحدث بكلام غير متسق المعنى وليس له نطاق فيما نتحدث فيه أصلاً فهو أيضاً عكاشي ، وإذا ظل يتحدث عن نفسه بمنتهى الفخر وذكر أمجاد العائلة وثرواتها المترامية الأطراف في أنحاء الجمهورية فهو عكاشي أيضاً ، وإذا أخذك جولة في أثناء الحديث عن المؤامرات التي تُحاك عليك وعلى مصر من الماسونية ومخططات الحرق والتقسيم  فلابد أن تقول له يا عكاشي حتى ( يفوق ) لنفسه ويَكُف عما يقول .. لقد تساءلت من قبل ما إذا كان عكاشة يحب سد الحنك ؟! .. ولكن في ظل اتساع فصيلة العكاشيات هذه ربما نحتاج لشيء أقوى من سد الحنك ؟! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق