http://www.almogaz.com/opinion/news/2012/01/22/161457
فاكرين أغنية فؤاد المهندس في مسرحيته " أنا فين وإنت فين " :
(رايح أجيب الديب من ديله وأقلق نومه ف نص الليل ) تراودني كلمات هذه الأغنية عندما أتنقل ببصري بين أروقة المحكمة أو خارج قاعتها لتطول
بنا ساعات المرافعات في قضية مبارك .. مبارك المخلوع الذي لم يُصْدر أمر القبض
عليه وعلى نجليه وعلى وزير داخليته ومساعديه إلا بعد شهور من التنحي بعد نزول
الناس مرة أخرى للميدان .. وشاهدناه وشاهده العالم خلف القضبان وماذا بعد ؟! ..
يترافع عنه الديب بطريقته التي تستفز مشاعر الجميع ويترافع عنه فريق الدفاع
الكويتي بتصريحاته المثيرة للغيظ والنفور .. وماذا بعد أيضاً ؟! كل هذه المرافعات
ليس للحصول على حكم مخفف وإنما للحصول على
حكم البراءة !! .. أما مرافعات النيابة للحصول على حكم بالإعدام .. وكما لم يكن
يخطر على بال أحد أن يثور الشعب المقهور المستكين ليسقط الطاغية ، كما نحن الآن
نقف موقف المتفرج لنرى ماذا ستئول إليه هذه المحاكمة .. ولكن هل هذان هما الخياران
فقط : إما البراءة أو الإعدام ؟! .. ماذا سيكون موقفنا إذا حُكِمَ بالبراءة
ليحكمنا من جديد رئيسنا طاهر اليد حسني مبارك فهو لازال رئيسنا كما يهذي فريد
الديب فهو الرئيس الشرعي حتى سبتمبر 2012 ؟! .. فيخرج علينا غير مسئول أو مساءل
عما آلت إليه البلد بشعبها من فقر وتراجع في كل المجالات ؟! .. وهل سنرضى إذا حُكِم عليه بالإعدام ؟! ..
عزيزي المخلوع .. من غضب الله عليك أن سخَّر عليك غباءك وكِبْرك
ليمنعك من التنحي بالسرعة والسهولة التي تحفظ لك كرامتك وتكفل لك شرف التنحي
وتحميك من الفضائح بعد أن تماديت بنفي اتهامات الكسب الغير مشروع وإهدار المال
العام في وقت بَوْح كل الدول بمقدار أرصدتك لديها ..
ولكني أرى في إعدامك رحمة لا تستحقها .. بل أدعو للحكم عليك بالأشغال
الشاقة المؤبدة .. الأشغال الشاقة التي عاشها كل فرد في هذا الوطن ولكن ليس في
منتجع طرة بلباسك الفاخر وتحت حراستك المشددة .. ولكن بأن تعش وليُطِلْ الله عمرك
ويردك إلى أرذل العمر لتحيا تلك العقود الثلاثة التي حكمت فيها مصر بين جنبات تلك
العشوائيات التي ملأت بها بلادي .. تُصبح وتُمسي مع أهلها الذين هم آدميين مثلك
ولكن يعيشون حياةً لا ترضاها لكلبك .. فلتحيا في غرفة تتشارك مع ثلاث أسرٍ دورة
مياه .. ولتستيقظ على صراخ زوجتك أثناء انتشالها ملابسكم وطعامكم من مياه المجاري
التي تسبحون فيها أو أثناء اعتداء اللصوص والمخمورين عليها .. أو لتهرع على حفيدك
عندما يصرخ من عضة فأرٍ أو لدغة ثعبان .. أو لتواسي زوجتي ابنيك بعد أن (
يَطْفَشَا ) ويهجرا زوجتيهما من كدر الحياة .. عِش في بيئة البؤس والشقاء مع ساكني
المقابر .. امشي واخطو بين الأضرحة والقبور واستنشق رائحة الموت من حولك وذُق
مرارة الأحياء الأموات هناك .. عِش في بيتٍ آيلٍ للسقوط .. اشرب مياه النيل الأعظم
الملوثة ودَعْ المياه المعدنية لتُجَرِّب الأمراض التي تصيب المصريين حتى تفهم
لماذا يدعون عليك .. قِف بطوابير العيش وأنابيب الغاز لِتَنَل ضربة مِطواة أو
تتعرض لفقأ العين .. عِش في ضيق الرزق وغلاء الأسعار لتحس بكل من دفعتهم للهجرة
والغربة في بلاد الله .. ادخل لأقسام الشرطة ليتسلى عليك الضباط وأمناء الشرطة هناك
.. لِتبصر بأم عينك مهانة المصري .. مهانة الرجل العائل لأسرته والذي ليس أمامه إلا
أن يموت من الجوع أو أن يرى أهل بيته يبيعون شرفهم ليجدوا لقمة العيش .. أو أن
يجرد نفسه من كل القيم الإنسانية والأخلاقية لِيَتَسَوَّل أو يرتشي أو يسرق ليجد
الجنيه الذي سيحمل به رغيف الخبز لأسرته في آخر الليل ..
أيها الديب لا أظنك تمتلك قلباً بشرياً لتدافع عن الفرعون في تاريخ ما
بعد الميلاد ، أليست حال مصر هذه دليل إدانة كافٍ بعد ما فندت كل أدلة الإدانة ضد
مبارك ونجليه وأعوانه في تهم التربح وإهدار المال العام واستغلال النفوذ ؟! رميت بقضية الغاز على حسين سالم ورميت بقضية قتل المتظاهرين على كاهل المجلس العسكري .. أوليس مبارك كان قائداً لهذا المجلس العسكري ؟! أما قضية قتل المتظاهرين ، فتذكر أنها دماء البشر وأن لك فلذات كبد قد يريك الله في عزيزك آية لتحس بمصيبة من فقدوا نور أعينهم على يدي العادلي الجزار الذي تدافع عنه بمنتهى الدم البارد ..
والآن هل تذكرتم هذه الأغنية : رايح أجيب الديب من ديله ..واقلق نومه
ف نص الليل .. وإن ما اقدرتش أجيبه هاسيبه وأرجع أقول ما لقيتلوش ديل .. بس على
الله يكون له ديل ..
قالها فؤاد المهندس وهو في حيرة من أمره عندما اضطر لمغادرة ابنته ولا
يعلم ما العذر المناسب لفراقها .. أما نحن فنغني هذه الأغنية لأن ذئبنا الحالي ليس
له ديل ..
نعم لإعدام مبارك ..
سنة الله في الارض
ردحذفافعل ماشئت فكما تدين تدان
فالله وحده سيرينا عجائب قدرته
بسم الله الرحمن الرحيم
((فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ ءَايَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ ءَايَاتِنَا لَغَافِلُونَ))
صدق الله العظيم