الثلاثاء، 31 يناير 2012

قوات الإخوان المركزي !

http://www.almogaz.com/opinion/news/2012/02/1/173823
بعدما كان يمشي محمد ومينا في الميدان يغنيان " ليه الثورة جميلة وحلوة وإنت معايا .. هِنا هُه هِنا هُه " .. وجدت أن من حمل على عاتقه أشد صعاب لاقتها الثورة في بداية أيامها من شباب الثورة من عديد من الأحزاب والحركات وشباب الأخوان والسلفيين وجدتهم في مواجهة تفطر القلب ذكرتني بمواقف الأمن المركزي حينما كان يتصدى للمسيرات السلمية المتوجهة لميدان التحرير .. ولكن مع وجود الفارق طبعاً فكان لدينا الإصرار في مواجهة غباء الأمن المركزي الذي كان ينفذ تعليمات مملاة عليه بأن من تواجههم مخربين وليسوا ثواراً ، أما الآن فالصدمة كانت من إخواننا في الثورة !! ..وقف شباب الأخوان في وجه من رافقوهم في الميادين واللجان والمسيرات والإعتصامات.. من أين أخذوا تعليماتهم بغلق الشوارع المؤدية لمجلس الشعب ؟! .. وقد أُعْلِنَ عن مسيرات ثلاثاء الإصرار ودعت العديد من القوى السياسية لها وأنها ستتوجه للوقوف أمام مجلس الشعب للنداء بالمطالب ، فلم تكن مفاجأة تشكل تهديداً على المجلس كما ادعى البعض مبرراً وقوفهم هكذا لأن هناك من توجه لإحراق المجلس  !! نفس المبررات الواهية التي لا تدخل عقول الصغار هذه الأيام .. أليس من الأفضل والأجمل لصورة الإخوان خاصة بعد أن امتنعوا عن النزول مرات عديدة ومساندة الثوار في أسوأ الأحداث التي التحموا فيها بقوات الجيش ،الأفضل لهم أن قام فريق منهم بالمشاركة في المسيرات والوقوف إلى جانب المطالبين بتسليم السلطة وتشكيل لجان التحقيق في قتل المتظاهرين ويقوم فريق آخر بالاتفاق والمشاركة مع ائتلافات الثوار والحركات السياسية بتشكيل تلك الحوائط البشرية لمنع أي من المخربين أو البلطجية أو الطرف الثالث كما يقولون من محاولة افتعال أي أزمة ؟! .. لماذا يقصون الآن من شاركوهم برد ونار الميدان ؟ لماذا لا ينفون عنهم اتهام أنهم سينفردون باتخاذ القرارات بعدما حصلوا على مبتغاهم من المجلس ؟! ..

-        إخواني الأخوان المسلمين لماذا لم تنظروا أن تلك الممارسات سترسم في ذهن الثوار والمتظاهرين صورة الأمن المركزي الذي كان يمنع ويحجز ويسحل وينفذ الأوامر دون تفكير ؟! .. أرفض أن تسمعوا كلمة التخوين من المتظاهرين ، ولكني أرفض أن تنحيني جانباً وأنا شريكك فيما أنت عليه الآن .. وأتعجب لمن يقول لماذا يأتوا للتظاهر أمام مجلس الشعب فعندهم الميدان ، وهل يستمع أحد لمن في الميدان الآن ؟! .. الكل يُخَوِّن من في الميدان ويطلقون عليهم 6 إبليس وكأن الشعب الثائر انحصر في 6 إبريل !! .. مع الجدير بالذكر أنهم مبرؤون من كل التهم التي ظلت توجه لهم أشهر عديدة !! ..
-         لماذا كل تلك التصرفات الغير مسئولة والاستفزازية كوضع منصة خاصة بالإخوان يوم إحياء ذكرى الثورة والشهداء وتشغيل القرآن والأغاني والتشويش على المنصة الأساسية ؟!
-         في حادثة مجلس الوزراء قالوا أن الفاعل هو اللهو الخفي ورأينا بأم أعيننا أفراد الجيش من على الأسطح يرمي المتظاهرين بالحجارة ويتبول عليهم ، ولكن ماذا سيقولون الآن علينا وقد وقف أولاد الثورة في وجه بعضهم البعض ؟! ..
-         أخي الأخواني أو السلفي كما سهونا أو غلبت علينا فرحتنا بإسقاط مبارك عن أن طنطاوي من ذلك النظام ، فسأنسى أيضاً أن لكم تجاوزاتكم التي حدثت في تلك الانتخابات من أجل الفرحة بتكوين مجلس شعب وسرعة تسليم السلطة للمدنيين ، سأنسى بدايةً من أنكم دعوتم لأحزابكم باسم نصرة الله ورسوله ، سأنسى كيف جلستم بأجهزة الكمبيوتر أمام اللجان وإملاء الناس أسامي مرشحيكم وغيرها ..
-         ومن الطريف أني أجد كثير من التعليقات مثل: (موتوا بغيظكم ، واثبتوا يا شباب فإن النصر قادم ) من سَيَمُت بالغيظ ؟!المصريون المسلمون الذين لا ينتمون للإخوان ولحزب النور مثلاً ؟! هل سنغتاظ أن من شاركونا ثورتنا قضوا على الفلول وسيوصلون صوتنا للمسئولين ؟ وما معنى اثبتوا فإن النصر قادم هل هناك قطعة خاصة من مصر احتللناها نحن الصهاينة أو الصليبيون وشباب الأخوان يجاهدون في سبيل الله من أجل استردادها ؟! ..
-         لابد على عقلاء كل حزب أن يقصوا كل المتشددين المتطرفين في تصريحاتهم وقراراتهم ، فأخوتنا المسيحيون لا يرفضون أغلبية إسلامية في البرلمان ولكن استفزازاً أن تذكر رموزاً سياسية مسيحية بسوء كما فعل عاصم عبد الماجد بتخوين كافة الحركات السياسية باستثناء الحركات الإسلامية بإشاعة الفتنة بقتل النواب وحرق البرلمان، ومناشدته الإسلاميين بالنزول للدفاع عن البرلمان الإسلامي وكأن المتظاهرين من التتار والمغول والهكسوس !! .. ألم يأخذ العظة من الاتهام الموجه للمذيعة رشا مجدي بالتحريض في أحداث ماسبيرو ؟! ..
-          فبعدما كنا نفتخر بمشهد الشيخ قابضاً على يد القسيس في الميدان يحملان القرءان والصليب في وجه من أراد القضاء على الثورة والثوار ونحاول جاهدين إخماد نار الفتنة الطائفية ، نجد ناراً أخرى ستشب فيما بين أنجبتهم الثورة أحراراً ..
-         اتركوا الصورة الجميلة لدموع سعد الكتاتني في البرلمان في ذاكرتنا قليلاً بأن هناك من سيتعاطف ويؤثر في قضية قتل المتظاهرين ، لا تسيئوا بتصرفات هوجاء لجماعة الإخوان المسلمين التي عانت بأفرادها عقوداً طويلة من الاضطهاد والظلم والتضييق ، وهاهي قد عوضها الله ولكن أيضاً لا ينسون أنه اختبار من الله بأن شكر النعمة الحفاظ عليها ..
-         ارجعوا الشاب السلفي أو السُني أو المتدين الذي يجلس بجوار البنت الكاشفة رأسها وسط المجموعة يغنيان لمحمد منير في ليل الثورة القارص تحت زجاجات الملوتوف واتهامات التخوين التي كانت توزَّع على الجميع ..

بارك الله فيكم جميعاً وأقول الآن اثبتوا فإن نصر الثورة قادم ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق